ما سبب حب الرجل لثدي المرأة هل انجذاب الرجل إلى صدر المرأة غريزة أم قلة أدب

سرّ انجذاب رجل لصدر امرأة

لطالما كان انجذاب الرجال لثدي المرأة موضوعًا يثير فضول العلماء والمفكرين، حيث يتنوع الاهتمام بغض النظر عن حجم الثديين أو شكلهما. سؤال "لماذا؟" يظل عالقًا رغم تقدم الدراسات العلمية، ولكن كتاب "الكيمياء بيننا: الحب والجنس وعلم الانجذاب" للمؤلفين لاري يونغ وبراين أليكساندر يقدم تفسيرًا مثيرًا للاهتمام. بحسب وجهة النظر المطروحة في الكتاب، جذور هذا الانجذاب يمكن أن تُعزى لهرمون الأوكسيتوسين، الذي يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الروابط بين الأم وطفلها خلال فترة الرضاعة. لكن هل يمكن أن يمتد تأثير هذا الهرمون ليكون مسؤولًا عن تقوية روابط الحب بين العشاق؟ المؤلفان يعتقدان ذلك بالتأكيد.

ما سرّ انجذاب رجل لصدر امرأة؟

في محاولة لفهم السر وراء هذا الانجذاب، يسلط الكتاب الضوء على الجوانب البيولوجية والعاطفية والثقافية، حيث يشير لاري يونغ، وهو مختص في علم الترابط الاجتماعي العصبي، في مقال نُشر بجريدة "هافينغتون بوست" إلى أن الرجال هم الفصيلة الوحيدة من الثدييات التي تعتبر الثدي مركزًا للرغبة الجنسية، بينما النساء أيضًا لديهن استجابة إيجابية تجاه هذه الاهتمام، إذ تشير الدراسات إلى أن حوالي 82% من النساء يشعرن بزيادة في الإثارة الجنسية نتيجة لتحفيز الثدي.

ويرى المؤلفان أن هذا الانجذاب جنسيًا وعاطفيًا طبيعي متجذر في العقل البشري، وليس مجرد ثقافة مكتسبة، حيث يؤكدان أن الصور الإباحية وجاذبية الثدي في الحملات الدعائية تشير إلى قوة هذا الميل، ويضيفان أن هذه الاستجابة البيولوجية قد تكون مرتبطة بمفهوم الرجل عن الصحة والخصوبة لدى المرأة.

بينما تشير بعض النظريات التطورية إلى أن شكل الثدي ربما يكون محاكاة لخصائص أخرى في الحيوانات، مثل مؤخرة القرود التي يتم إبرازها كإشارة خلال التزاوج، رفض المؤلفان هذه الفكرة واعتبراها غير دقيقة. بدلاً من ذلك، قد تكون العلاقة بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة هي المفتاح لفهم سبب انجذاب الرجال لهذه المنطقة. عندما يلامس المولود ثدي والدته لإرضاعه، يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعزز ارتباط المرأة بطفلها بشكل عميق، مما يجعل هذا الرابط أحد أقوى العلاقات الإنسانية وأكثرها استمرارًا. الطريقة نفسها التي يعمل بها الجهاز العصبي خلال هذه التجربة يُعاد تفعيلها مع الشريك أثناء التحفيز الجنسي.

من جانب آخر، ليس الجميع متفقًا على هذه النظرية. الباحثة الأنثروبولوجية فران ماسيا تشير إلى أن أهمية الثدي كرمز للجاذبية تختلف حسب الثقافة والمجتمع، ففي بعض المناطق لا يتم النظر إليه بنفس القدر من الأهمية أو الإثارة. ورغم التفسيرات العلمية والاجتماعية المثيرة للجدل حول هذه الظاهرة، إلا أن الغموض لا يزال سيد الموقف. وفي حين يرى البعض هذا الميل بمثابة تطور طبيعي مرتبط بالحفاظ على النوع، يقابله آخرون بنظرة أخلاقية انتقادية تراه سلوكًا غير لائق.

نظرًا للعمق البيولوجي والعاطفي والاختلافات الثقافية المحيطة بانجذاب الرجال لثدي المرأة، يبدو أننا أمام حالة تناقش أبعادًا متعددة من الطبيعة الإنسانية والمحركات اللاواعية للعلاقات البشرية. بعيدًا عن الحسم العلمي القاطع، يبقى الموضوع مجالًا غنيًا للبحث والتأمل، يرتبط بالجوانب الأكثر تعقيدًا للعقل والجسم البشري.

.............